قصة أحلام طفل تتجسد في الحقيقة
الجزء الأول
تبدأ القصة بأب يقف على رأس ابنه الراقد على سريره غارق في نوم عميق، وقد كان ذلك الأب بالتبني ممسكا بمسدس يريد قتل الطفل الصغير، وفجأة يظهر شيء مخيف خلف الرجل فيجعله من خوفه الشديد يطلق رصاصة في الهواء فيستيقظ الطفل من نومه؛ فيلقي الرجل بالمسدس من يده لعدم استطاعته تنفيذ ما أراده.
وبعدها بقليل من الوقت يذهب زوجان لدار رعاية الأيتام لتبني طفل، فتزكي لهما مديرة الدار طفل صغير في السابعة من عمره متعسر الحظ مع العائلات التي تبنته، طفل على الرغم من صغر سنه إلا أنه عانى من الكثير من الصعوبات والتحديات بالحياة، لقد ولد يتيم الأب وتوفيت والدته وقد كان عمره حينها ثلاثة سنوات فحسب، تبنته أسرة مكونة من أب وأم ولكنهما توفيا بعد تبنيه بفترة وجيزة للغاية، ومن بعدها تبنته أسرة أخرى ولكنهما تخليا عنه وتركاه بمنزلهما وحيدا لمدة شهر كامل، وأعيد للدار من جديد، يتأثر الزوجان بقصة الطفل المأساوية كثيرا وترى الزوجة صورته فتعجب كثيرا به، ويحب الزوجان أن يتبنيان الطفل، وبالفعل بنفس اليوم ينهيان كافة الإجراءات اللازمة.
يكون الزوجان في غاية السعادة والفرح حيث أنهما وأخيرا سيتمكنان من تخفيف حدة فراق طفلهما الصغير والذي بعمر الطفل الذي تبنياه؛ يعود الزوج لمنزله وقد اشترى الكثير من الأشياء من أجل رعاية وسلامة ابنهما الجديد، كان قد اشترى ماسكا لجدار البانيو من أجل سلامته.
وعندما كانت تمر الزوجة ممسكة بالكثير من الألعاب لتضعها بغرفة نوم ابنهما المتبنى الجديد ترى ذلك الماسك فتتذكر لحظة موت طفلها عندما مات غرقا بالبانيو بسبب أنه لم يجد شيئا ليمسك به ليتفادى سقوطه بالكامل بالمياه، فتنهمر الدموع من عينيها حيث أنه يعاد مشهد وفاة طفلها أمام عينيها بكل تفاصيله، يقترب منها زوجها ويواسيها.
وما إن تهدأ الزوجة حتى يقوما بإخفاء كافة صور طفلهما المتوفى ولا يبقيان إلا على صورة واحدة مراعاة لمشاعر ابنهما الجديد؛ ولحظة قدوم الطفل الجديد كافة الأجواء كانت مليئة بالسعادة، كانت الزوجة قد أعدت لهم جميعا عشاءً لذيذاً، وبعد تناولهم العشاء قام الزوج باختيار فيلم جميل مناسب لابنهما الصغير الجديد.
كان الطفل في غاية السعادة حتى جاء موعد النوم، لم يرد الطفل النوم على الإطلاق، كان قد أخذ على نفسه عهدا ألا ينام، وأثناء صعوده السلم رأى صورة ابن الزوجان معلقة على الحائط، تمر الليلة بسلام ولا ينام الطفل حتى حلول الصباح، ومن بعدها تعده والدته الجديدة للذهاب للمدرسة، ويقوم والده بالتبني بأخذه لمدرسته، وقد كانت مشاعر الأبوة والحب تفيض من عينيه أثناء توديعه للذهاب لأول مرة أمام عينيه لمدرسته.
وبينما كان الطفل بالمدرسة كانت والدته بالمنزل ترتب له فراشه وتنظف حجرة نومه، وإذا بها تجد أسفل سريره صندوقا خاصا به، فتفتحه وإذا بها تجد بداخله كتابا ضخما للغاية وبداخله العديد والعديد من الفراشات الجميلة، كما أنها تجد بداخل الصندوق علبة من المنشطات والتي تمنع النوم من العيون.
وبعدما عاد من مدرسته وقضى نهاره وحل الليل، حملته والدته بين يديها ووضعته بسريره وأعلمته بأنها علمت بأمر المنشطات التي بصندوقه، وأرادت منه أن تعرف السبب وراء ذلك حيث أن ذلك الأمر يؤثر سلبا على صحته؛ أخبرها الطفل الصغير أنه بمجرد نومه يرى كابوسا يسميه (كانكر) وهو عبارة عن رجل قبيح المنظر يؤذيه ويؤذي كل من حوله.
طمأنته والدته وأخبرته بأنها حياة جديدة وبين أسرة تحبه ولا ترضى له الأذى بأي من أنواعه، ظلت بجانبه حتى غرق في نوم عميق، وبعدما اطمأنت عليه نزلت لأسفل تجلس بجانب زوجها، وبينما كانا يشاهدان فيلما سويا إذا بفراشات كبيرة الحجم وكبيرة للغاية تملأ المنزل بأكمله، كانا الزوجان متعجبان للغاية مما يحدث، ولكن تعجبهما لم يمنعهما من اللعب مع الفراشات ومحاولة الإمساك بها، وفجأة يظهر أمامهما ابنهما المتوفى مرتدي نفس الملابس التي ظهر بها بالصورة على الحائط، تقترب منه والدته والدموع تنهمر من عينيها غير مصدقة كليا أنها تراه من جديد حيا أمام عينيها، وما إن تجعله بحضنها حتى يختفي من أمام عينيها ومن بين يديها، وإذا بالطفل ينزل أمامها من على السلم، هنا علم الزوجان أن سبب ظهور ابنهما المتوفى والفراشات كان بسبب الطفل وأن كل هذا يحدث أثناء نومه.
وباليوم التالي ذهب الطفل لمدرسته، وقبل رجوعه كانت الزوجة بدموع عينيها تروي لزوجها مدى اشتياقها لسماع صوت ابنها ولو لمرة واحدة فحسب، وبالمساء بعد تناولهم العشاء جلس الزوجان والطفل وقد عرضا عليه مشاهدة فيديو لابنهما المتوفى بالعيد، وافق الطفل وشاهدوا الفيديو سويا والزوجان يسكبان الدموع على ابنهما الراحل.
وعندما حل الليل نام الطفل وبمجرد نومه ظهرت الفراشات الملونة وكانت مضيئة كزينة العيد وابنهما يركض من حولهما ويتحدث معهما وتمكن والديه من التحدث إليه واحتضانه، وبالصباح اختفى كل شيء من حولهما فعلما استيقاظ الطفل من نومه.
ذهب لمدرسته ومر يومه بسلام، وعندما عاد للمنزل وجد والدته قد أعدت له طعاما شهيا وبعد تناول الطعام جلست بجانبه أثناء دراسته، وحل المساء وجلست كعادتها مجافية للنوم في انتظار ظهور ابنها المتوفى لتنعم برؤياه، ولكنه لم يظهر على الإطلاق حيث أن الطفل كان يقاوم النوم مثلها خوفا عليهما من كابوسه المزعج المؤذي له ولكل من حوله، فقد أحب أسرته الجديدة ولا يريد أن يخسرها كالأسر التي سبقتها.
نهضت الزوجة من مكانها تريد عمل كوب من القهوة لتستمر في السهر غير أنها لم تجد القهوة حيث أن الطفل كان قد أخذها كلها ليتمكن من السهر لليوم التالي، وبالصباح بعد ذهابه للمدرسة كانت الزوجة قد اكتشفت رفضه للنوم وبشدة واستخدامه للقهوة بكميات رهيبة بعدما أخذت منه علبة المنشطات، ذهبت الزوجة لطبيب أطفال صديق لها وطلبت منه أن يكتب لها اسم دواء منوم آمن لطفلها حيث أنه يعاني من مشاكل بالنوم والأرق الدائم.
وبالمدرسة كان الطفل يشعر بنعاس شديد ولم يستطع مقاومته، وكان بنفس فصله الدراسي طفلا آخر دائم التنمر له، فضل الطفل البقاء بالفصل ونيل قسط من الراحة والنوم، وبينما كان نائما بالفصل جاءه كابوسه المزعج، وبينما كان يحلم ويعاني دخل الطفل المتنمر عليه الفصل يريد التنمر عليه كعادته، ولكن لسوء حظه كان الطفل حينها نائما وإذا بفرشات سوداء اللون مخيفة الشكل تظهر أمامه فيرتعب الطفل الصغير، وتتشكل هذه الفراشات السوداء بالكانكر فيجذب الطفل المتنمر، وكانت هناك طفلة ترى وتشاهد كل ما يحدث فصرخت صرخة أيقظت الطفل من نومه مذعورا فيختفي باستيقاظه الكانكر ويختفي معه الطفل المتنمر أيضا.....
يا ترى أين اختفى الطفل وما سبب الفراشات في اختفائه هذا ما سنعرفه في الجزء الثاني.
تعليقات
إرسال تعليق